<hr style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>يحدثٌ أحياناً في وقتٍ يأكلهُ القيظُ ويلفظهُ سأماً مجهولَ الكنهِ
ومتصّلاً
أن تجلسَ في الظلِّ اللاهبِ محموماً تلهثُ من وطأةِ أنفاسكْ
ويكونُ الجهدُ الأكبرُ
غايةُ آمالكَ
أن تبقى حيّاً..تتنفّسْ
معجزةٌ صغرى
تحدثُ أحياناً
في تلك الهوّة من عمركْ
تزفرُ حُمّى
تتأهّبُ كي تشهقَ أخرى
وتفجؤكَ النسماتُ العذبة
من أينَ
وكيفَ؟
الدنيا تمّوزٌ
والدنيا شمسٌ ولهيبٌ
والدنيا لعنة
لكن تنقذكَ النسماتُ العذبة
هل بحرٌ هذا؟
هذي النشوةُ إذ ترمي في اليمِّ بأنتَ
فيلتطمُ الأزرقُ بالأزرقِ
برداً وسلاماً
شيئاً من دفءِ الغيمِ
وبعضاً
منْ زهرِ الموجة
يحدثُ أحياناً
والدنيا ثلجٌ ووحولٌ
ووجوهٌ لا تبدو إلا أشباهاً
وسماءٌ مافيها أزرقُ
مافيها إلا الدلجة
يحدثُ أن يورقَ شيطانُ الشعرِ
فتصرخَ بالنادلِ أن يُخرجَ للبردِ الكرسيّ
وتصمّمُ لن أجلسَ في أنفاسِ الغيرِ
وإني مخنوقٌ حتى من نفسي
أبحثُ عن روحي قلّصها البردُ وجمّدها في صدري كرةً تتدحرجُ بين الأضلاعِ
وأخشى
إن أزفرَ ضيقي أن تخرجَ روحي كالهمسة
يحدثُ أحياناً
والدنيا كانونٌ ورجالُ الأرصادِ اتفقوا أن الثلجَ مقيمٌ
وأيامي عتمة
يحدثُ
أن تأتي الشمسُ إلى الكرسي
فيكون الدفءُ على ورقي
وتكون الساحةُ لي وحدي
تتمطّى في صدري روحي
ويكونُ زماني
ولوهلة
أشعرُ أنّي سلطاني
ولوهلة
ويحدثُ أحياناً
- نادرةً جداً -
أن نلقى إنساناً
في هذي الدنيا الرثّة
31_12_2007