للقلبِ أبسطةُ الهجيرِ يحوكها سكناً
وللأنثى الشتاءْ
هذا شتاؤكِ جاءني
وأنا رهينُ الصيفِ
يحبسني النهارُ عن المضيِّ إلى الغناءْ
هذا شتاؤكِ جاءني
ومؤونتي جدبٌ
ومافي جعبتي إلا أساطيرُ اللظى الموروثِ من أمسي
أتدفئني صباباتٌ توارتْ بين أضلاعي أمام شتائكِ الطاغي؟
أتورقُ في دمي لهباً يردُّ صقيعكِ الآتي؟
لكي أبدو
- ولو جزءً -
كشبهِ النّدِّ
أرفعُ وجهيَ المنسيَّ من عينيكِ
أُعلنُ أنني كفؤٌ
وأني موصدٌ - إن شئتُ - في عينيكِ أبوابي
أتسندني انكساراتي بوجهِ سيولكِ الشّمّاءْ؟
هذا شتاؤكِ جاءني
هوَ في ارتعاشِ الخصلةِ الدمويةِ التاريخِ تغزلُ من خيوطِ الريحِ أغنيةً
فتنثرُ من حقولِ الملحِ أوردتي وتنصبها على الأرجاءِ قيثاراً "تدوزنُ"رقصةَ الصفصافِ
تبدءُ رجفةَ الإيقاعِ في روحي وتُحييها لتحبسها مُضرّجةً بجمرِ البوحِ في حلقي
وصحرائي
تخونُ الصيفَ
تفتحُ خدّها أُفقاً وتلتمسُ الندى..
مطرَ اللّحاظِ
وموجَ الضحكةِ الأولى
يشقُّ الصدرَ
يُضرمُ في اليباسِ الوجْدَ
يحرثُ في هشيمِ الصخرِ نوّاراً
ويبعثُ في اليبابِ الماءْ
هذا شتاؤكِ جاءني عصفاً بأرجائي
تهدُّ الريحُ سورَ القلبِ
تُنهي صومَهُ المفروضَ بالحرمانِ
تُضرمُ جذوةَ الأحلامِ والهذيانِ في رأسي
فأبدؤُ وهمَ تسآلي:
أيا بردي ويا دفئي
أيا غيماً يُتوِّجُ كُلّ أمنيةٍ
ويحدو كلَّ موّالٍ
ويسقي بالظما كأسي
متى غيثي؟
متى أُضحي أمُدُّ الشوقَ أستسقي..
فأغترفُ السماءْ؟
31_12_2007